وتتوافق رؤية واستراتيجية المركز مع الإطار العام لرؤية أبوظبي 2030، خاصة فيما يختص بتقديم الخدمة المجتمعية لتوعية الأسر عن خطر الإدمان على الفرد والمجتمع، والمساهمة في القضاء على ظاهرة الإدمان من خلال إعادة تأهيل المرضى وذويهم.
وتستند استراتيجية المركز على مجموعة من الأولويات الرئيسية التي تهدف إلى تعزيز ممارسات الوعي الصحي في مجال الإدمان، وتوفير وتطوير خدمات وبرامج علاجية متخصصة قائمة على أسس علمية، وتأمين خدمات للتأهيل والدمج المجتمعي، والمساهمة في تحسين منظومة خدمات علاج الادمان إقليمياً ودولياً إلى جانب تعزيز دور المعهد التدريبي في بناء القدرات، وزيادة الطاقة الاستيعابية لتلبية الطلب المتزايد على الخدمات.
كما تعكس القيم الأساسية التي يتبناها المركز فلسفته الخاصة في دعم توجهات الدولة للحد من مخاطر الإدمان باختلاف أنواعه، من خلال اعتماد أسس التميز، وخدمة المجتمع، وإسعاد المتعاملين، والاحترام، في حين تعد السرية والخصوصية واحدة من أبرز القيم المؤسسية وأهمها في تعامل المركز مع مراجعيه من مرضى الإدمان.
ولعل انتقال المركز الوطني للتأهيل إلى مقره الجديد في مدينة شخبوط بأبوظبي في مايو 2017؛ ساهم في دعم تلك الأولويات الاستراتيجية، خاصة في ظل ما يمتاز به المقر الجديد الذي يتكون من 7 أبنية ممتدة على مساحة 108 آلاف متر مربع، قادرة على استيعاب 169 سريراً في الأقسام الداخلية للرجال والنساء موزعة وفقاً للبرامج العلاجية التي يمر بها مريض الإدمان خلال مراحل العلاج؛ ومبنى للتأهيل الخارجي للرجال، وآخر للنساء، ومبنى لتقييم الرجال، بالإضافة إلى مبنى الخدمات الطبية، ومبنى متعدد الاستخدامات، ومبنى المحطة المركزية، كما أنه يحتوي على مجموعة من العيادات التخصصية، والمرافق اللازمة لتحقيق أفضل النتائج العلاجية.
ومنذ تأسيس المركز، فقد نجح في خلق شراكات عالمية مع مؤسسات علمية وطبية مرموقة داخل وخارج الدولة منها على سبيل المثال جامعة الإمارات، وجامعة مستشفى ماكلين بالولايات المتحدة الأمريكية، وجامعة كينجز ببريطانيا، ومكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة ومنظمة الصحة العالمية.
ولم يغفل المركز دور التوعية والوقاية من المخدرات حيث نظم العديد من الأحداث والمبادرات التي تهدف الى نشر الوعي بين أفراد المجتمع بمضار المخدرات، خاصة في المدارس التي تعد من أهم محطات تنشئة أجيال المستقبل، حيث يرتبط المركز باتفاقيات تعاون مع دائرة التعليم والمعرفة – أبوظبي وعدد من أبرز شبكات المدارس في الدولة.
وعلى صعيد متصل، فقد نجح المركز مؤخرا في إنشاء معهد متخصص لتقديم خدمات التدريب والتعليم للعاملين في مجال علوم الإدمان، فضلاً عن انخراط المركز في إجراء الأبحاث العلمية ذات العلاقة بمرض الإدمان والتي عرض عدد منها بالفعل في مؤتمرات متخصصة محلياً وعالمياً. هذا ويقوم المركز كذلك بتنفيذ مسوحات ودراسات على المستوى المحلي، يهدف من خلالها إلى امتلاك قاعدة بيانات شاملة عن واقع الإدمان على مستوى الدولة ومن ثم ترجمتها إلى توصيات من شأنها دعم جهود الدولة للقضاء على هذا العبء الطبي، والنفسي، والاجتماعي والاقتصادي على الدولة ومجتمعها.